الأحد، 18 مايو 2008

آثار أزمة الرهن العقاري في اقتصاد المملكة محدودة جداً

أبو النصر متحدثا أمام ملتقى البنك الأهلي في دبي:
آثار أزمة الرهن العقاري في اقتصاد المملكة محدودة جداً

"الاقتصادية" من الرياض
توقع عبدا لكريم أبو النصر الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي بأن تصل العوائد النفطية للمملكة لهذا العام نحو 700 مليار ريال، حيث إن المملكة استفادت كثيراً من الارتفاع الحاد في أسعار النفط والذي أرتفع فيه سعر برميل النفط الواحد أخيرا إلى نحو 120 دولارا للبرميل.

وقال أبو النصر في الحديث خلال كلمته التي قدمها أمام ملتقى البنك الأهلي الخامس لعملاء الخزانة والشركات الذي اختتم أعماله أمس في دبي، إنه اعتماداً على تلك الفوائض المالية المرتفعة ستسعى الدولة نحو تحقيق أسس النمو الاقتصادي المستدام من خلال الإنفاق على المشاريع العملاقة في القطاعات التي تتمتع المملكة فيها بميزة نسبية، مثل صناعة البتركيماويات والحديد والألمنيوم، وكذلك البنى التحتية المحفزة للاقتصاد مثل الطاقة الكهربائية، والاتصالات، والنقل.

وذكر الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي أن القيمة الإجمالية للمشاريع المُعلنة تجاوزت 460 مليار دولار في نهاية شهر شباط (فبراير) الماضي، مضيفا أن ما يميز هذه الطفرة الاقتصادية عن سابقتها هو الدور الذي يضطلع فيه القطاع الخاص وما تتيحه هذه المشاريع من فرص ليس في أعمال المقاولات فحسب ولكن إلى جانب المشاركة في الإدارة والتمويل لهذه المشاريع.

وأشار إلى أنه بقدر ما هناك فرص، إلا أننا ندرك أن المنطقة تمر بظروف جيوسياسية متوترة، إضافة إلى أن هناك تحديات تحقيق النمو الاقتصادي الفعلي بهدف المحافظة على نسب حقيقية من النمو مع مكافحة التضخم والحد من مخاطر بناء فقاعات سعرية في بعض القطاعات، وكذلك كيفية الاستفادة القصوى من الفوائض المالية لدعم الاستثمار وتنويعه والتعامل بفعالية مع التحديات التنموية الأخرى وخاصة المتعلقة بخلق فرص العمل والاستثمار في العنصر البشري.

وحول أداء الاقتصاد العالمي، قال أبو النصر إن الاقتصاد العالمي خلال الشهور الأخيرة للعام الماضي شهد تباطؤا في معدلات نموه بعد أن سبقه في تلك الفترة نشاط قوي خلال السنوات الماضية، ويأتي ذلك على خلفية أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، حيث سرعان ما طالت هذه الأزمة كبريات المؤسسات المالية في الولايات المتحدة وأوروبا إذ يقدر أن إجمالي خسائر هذه المؤسسات قد بلغ 300 مليار دولار. حيث فاقمت هذه الأزمة تراجع سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى ليصل بذلك إلى مستويات متدنية لم يشهدها من قبل، كما انعكست بشكل حاد على أسواق السلع الرئيسية.

وحول آثار أزمة الرهن العقاري على اقتصاد المملكة أشار إلى أنها بقيت محدودة جداً.

ذكر أبو النصر أن البنك الأهلي تمكن بنجاح العام الماضي من تعزيز حصته السوقية لتشمل مختلف جوانب العمل المصرفي، كما توسع في نطاق أنشطته تمشياً مع رؤية البنك الثابتة بأن يصبح "مجموعة الخدمات المالية الرائدة إقليمياً".

وأضاف أن من أبرز أعمال البنك العام الماضي، بدء شركة "الأهلي كابيتال" عملياتها ككيان مستقل وتوقيع اتفاقية رسمية للشراكة مع جولدمان ساكس الدولية. كما استطاعت شركة "الأهلي للتكافل" أن تدرج أسهمها في سوق الأسهم السعودية. إضافة إلى الخطوة الكبيرة التي قام بها البنك في إطار التوجهات المعلنة للتوسع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وهي قيامنا أخيرا بتملك 60 في المائة من بنك تركيا فاينانس كاتليم الذي يعد البنك الرائد في قطاع بنوك المشاركة (الإسلامية) في تركيا.

وحول أداء قطاع الشركات في البنك الأهلي، أشار إلى أن البنك تمكن من المشاركة بنجاح في دعم وتمويل الكثير من المشاريع التنموية الجديدة في المملكة بعقد اتفاقيات بلغت قيمتها عشرة مليارات ريال في قطاعات البتروكيماويات والمياه والكهرباء والنفط والغاز والحديد الصلب. وأبان أبوالنصر أن البنك الأهلي قام بتنفيذ سلسلة من التطورات تضمنت إنشاء قنوات إلكترونية جديدة وتعديل وتعزيز جميع النظم، كما أصبح البنك في مقدمة بنوك المنطقة حيث وصلت نسبة العمليات المنفذة عبر القنوات الإلكترونية ما يقارب 90 في المائة من إجمالي عملياته.

واختتم الرئيس التنفيذي حديثه بالقول إن البنك أكمل مطلع هذا العام جميع متطلبات مؤسسة النقد العربي السعودي للالتزام بمعايير بازل 2 لتعزيز إدارة المخاطر، ويأتي ذلك في ظل التوجه العالمي نحو اتخاذ إجراءات أكثر احترازية لمواجهة المخاطر المالية.

ليست هناك تعليقات: