الأحد، 11 مايو 2008

مؤشر العقار يواصل ارتفاعه


عبدالرحمن مشني _ جدة/جريدة المدينة
سجلت الأراضي البيضاء ( المخططات ) ارتفاعا تدريجيا مع مطلع العام الحالي في المناطق الواقعة وسط وشمال جدة تجاوزت 15 في المائة عن العام الماضي إذ وصل السعر إلى 15 ألف للمتر المربع في طريق الملك عبدالعزيز الممتدة من شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز منتهية بميدان الكرة الأرضية .

وارجع متعاملون في قطاع العقار أسباب ارتفاع سعر المتر في هذه المناطق لعدة عوامل في مقدمتها دخول مستثمرين من خارج البلاد في قطاع العقار كذلك رغبة الشركات العقارية في تملك مساحات كبيرة لتشيد أبراج تجارية وسكنية وذلك بعد تمت الموافقة على رفع عدد الطوابق إلى ما يزيد عن 40 طابقا .

وشهدت جدة خلال السنوات الثلاث الماضية نموا مطردا في بناء الوحدات السكنية والمشاريع الكبرى يتوافق مع النمو السكاني والطفرة الاقتصادية التي سجلتها المملكة مع صدور الميزانية الجديدة وانخفاض الدين العام , كذلك تحول أعداد كبيرة من المستثمرين في سوق الأسهم إلى العقار في خطوة لتعويض بعض من خسارتهم التي سجلت في الأعوام الماضية .

وتعتبر المخططات الواقعة في شمال المحافظة أكثر الأراضي طلبا بحكم بعدها عن التكدس العمراني في الوسط والجنوب , وسجلت المنطقة نموا في بناء الوحدات السكنية بالرغم من ارتفاع أسعار مواد البناء والتي أثرت على كثير من المستثمرين في قطاع البناء , الأمر الذي دفع بالكثير إلى تأخر تسليم المشروعات في مواعيدها المحددة وفق العقد المبرم بين المقاول ومالك المشروع.وذكر المثمن العقاري عوض عبدالواحد أن ارتفاع الأسعار بدأ تسجيله مع العام الجديد ليصل سعر المتر إلى 15 ألف ريال للمتر في طريق الملك بخلاف عدد من المواقع التي تكثر فيها المسطحات البيضاء إلا أنها لا تستقطب المستثمرين إليها خاصة وان تلك المواقع لم تدرج ضمن المواقع التي يسمح بها برفع عدد الطوابق كما هو معمول في طريق الملك عبدالعزيز .

وأضاف عبدالواحد:إن السعر يبدأ في الانخفاض تدريجيا إلى أن يصل 7 آلاف للمتر المربع بعد ميدان الكرة الأرضية على نفس الطريق كما واصل المؤشر ارتفاعه بالنسبة للشوارع التجارية مثل شارع الروضة وشارع عبدالرحمن السديري بحي السلامة حيث تراوحت الأسعار من 5000 الى 6000 ريال للمتر المربع وذلك لقلة العرض وزيادة الطلب وتتراوح الأسعار بين 2000 إلى 2500 للمتر على الشوارع الداخلية بحي النهضة والسلامة .


توقعات بارتفاع أسعار أراضي جنوب جدة

ترقب لإفصاح المستثمرين الجدد عن نواياهم الاستثمارية
توقعات بارتفاع أسعار أراضي جنوب جدة بدعم من أرض "جزر البندقية"

- عبدالهادي حبتور من جدة - الاقتصادية
ما زالت أسعار الأراضي في جنوب مدينة جدة يشوبها شيء من الغموض والتخوف من قبل المستثمرين والعقاريين في أعقاب الانتهاء من مزاد بيع أرض البندقية الذي عقد الأسبوع الماضي وفاز به تحالف سعودي – قطري.

وأشار عدد من العقاريين في جدة إلى أن منبع التخوف من الاستثمار في المنطقة الجنوبية من مدينة جدة مرده ترقب شروع المستثمرين الجدد في كشف مخططاتهم الاستثمارية في الأرض.

ويشير طلال خلال رئيس إحدى المؤسسات العقارية في جدة إلى أن هاجس التردد والخوف لا يزال يسيطر على المستثمرين والعقاريين من الشراء في المناطق المحاذية للبندقية وذلك في انتظار الشروع بشكل فعلي في العمل من قبل المستثمرين الجدد.

وأوضح خليل أن سعر المتر الذي بيعت به أرض البندقية يعد فرصة ذهبية ومناسباً جداً، وقال المنطقة التي توجد فيها أرض البندقية تعد حيوية وقريبة جداً من الميناء وسعر المتر العادل لها يراوح بين 100 إلى 110 ريالات، وبعد بناء المستودعات الجديدة للميناء، وإنشاء سكك الحديد التي ستربط الميناء بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمناطق الاقتصادية ستشهد منطقة جنوب جدة طفرة عمرانية وإنشائية هائلة.

وتابع خليل سعر المتر حالياً في جنوب جدة يصل إلى ألف ريال للشوارع الرئيسية، بينما يصل إلى 80 ريالا للشوارع الداخلية، كما أن منطقة الخمرة الواقعة هي الأخرى في الجنوب وصل سعر المتر فيها إلى ما بين 150 و200 ريال خلال الفترة الأخيرة، ونتوقع أن ترتفع أسعار العقار في جنوب جدة خلال عام لـ 200 في المائة على أقل تقدير.

إلى ذلك اعتبر عودة الثقفي صاحب أحد المكاتب العقارية أن أسعار الأراضي في جنوب جدة ستشهد ارتفاعاً كبيراً في حال تنفيذ مشروع "البندقية" والبدء في الاستثمار في تلك المنطقة، لافتاً إلى أن سعر المتر يتوقع أن يصل إلى ما بين 250 – 300 ريال خلال الفترة المقبلة.
وألمح الثقفي إلى أن منطقة المستودعات شهدت ارتفاعات متسارعة في الأسعار في الفترة الأخيرة بوصول سعر المتر فيها إلى 600 ريال، وهو مرشح للزيادة في ظل النهضة التي تشهدها المنطقة هذه الأيام.

وقد توقع عقاريون أن تتحرك أسعار العقارات والأراضي حول أرض البندقية وبسعر مختلف عما كانت عليه في السابق لأن أي مشروع بهذا الحجم لابد أن يحرك المنطقة وقد تكون هناك خطط جديدة ستكون من قبل المستثمر الجديد في المنطقة ولديه خطط استثمارية في المنطقة.

ووفقا لدراسة الجدوى الاقتصادية لموقع أرض البندقية يمكن استخدامها في القطاع الصناعي والاستخدام في القطاع السكني والاستخدام في القطاع السياحي وأن خيارات الاستثمار المقترحة التالية وضعت لأغراض إرشادية فقط وهي في حاجة إلى تحليل معمق قبل اتخاذ أي قرار، الخيار الأول امتلاك الأرض لمدة زمنية معينة تم إعادة بيعها بالكامل، الخيار الثاني امتلاك الأرض وتقسيمها إلى عدة قطع صكوك تم إعادة بيعها، الخيار الثالث تطوير الأرض أو جزء منها لأغراض صناعية أو سكنية ويمكن أن يتم تمويل المشاريع عبر المصادر التقليدية مثل القروض البنكية ورأس المال المدفوع من المساهمين كما يمكن للمستثمرين الأخذ في الحسبان نوعين آخرين من مصادر التمويل وهما صناديق الاستثمار العقارية والصكوك وكلا النوعين من الاستثمارات يعطي الفرصة لصغار المستثمرين للمشاركة وهذا له أهميته في السوق العقارية حيث إن معظم المستثمرين الكبار هم الذين يقومون بتطوير أراضيهم الخاصة، ويجدر بالذكر أن صناديق الاستثمار العقارية مشروعة من قبل هيئة سوق المال وتدار من قبل مديري الصناديق المصرح لهم من قبل الهيئة.


خبير عقاري: أسعار العقارات السعودية لا تزال مشجعة على الاستثمار


نوع المنتجات العقارية السمة الأبرز في معرض الرياض الحادي عشر

الرياض: مساعد الزياني /الشرق الاوسط
ابرز معرض الرياض الحادي عشر للعقارات والتطوير العمراني حالة السوق العقاري في السعودية اليوم، وذلك من خلال ما طرحته الشركات المشاركة في المعرض والتي تجاوز عددها 60 شركة، بالإضافة إلى ما شهدته مدينة الرياض من صفقات عقارية خلال الأسبوع الماضي تجاوزت مبالغ 2.6 مليار ريال (693 مليون دولار).

ويرى خبراء عقاريون أن المعرض يصور حالة سوق العقارات في السعودية، وذلك من خلال التنوع في المنتجات المطروحة، خاصة بما يتعلق بالمنتجات السكنية والأراضي المطورة، بالإضافة إلى برامج التمويل التي لاقت إقبالا كبيراً من الزوار، في ظل المنافسة التي يشهدها سوق التمويل العقاري في البلاد.

ومن الملاحظ في معرض هذا العام انعكاسات التنمية العقارية وارتفاع السيولة النقدية، مما أغرى بعض الشركات العالمية لتسويق منتجاتها، حيث شاركت شركات دولية لعرض منتجاتها لاستقطاب المستثمرين السعوديين، حيث عرضت شركة دار الأركان للتطوير العقاري مشاريعها الثلاثة، وهي مشروع شمس الرياض، الذي يعتبر من اكبر المشاريع العقارية في العاصمة السعودية الذي يطوره القطاع الخاص، بالإضافة إلى مشروع القصر الذي تطبق فيه شركة دار الأركان العقارية عدداً من الأفكار الجديدة.

وبين حسين الفراج مدير عام شركة رامتان للمعارض والمؤتمرات ان المعرض حقق نجاحاً بمشاركة شركات متنوعة عرضت مشاريع تعرض لأول مرة، مما يدل على ان معرض الرياض العقاري لا يزال يحظى باهتمام المستثمرين في اقتناص الفرص في المعرض، حيث يوفر «عقارات الرياض 11» جدوى تسويقية من خلال حضور العقاريين للمعرض للمشاركة، وانتهاز الفرص العقارية المعروضة.

وبين الفرج ان السعودية تعيش فترة تنمية اقتصادية وبالتحديد عقارية، وهذا ما يدفع بالسوق العقاري إلى المزيد من الازدهار والاستمرار في تطوير المشاريع، خاصة في ظل ما تقدمه الحكومة من دعم مباشر ممثل في الجهات المعنية للقطاع العقاري.

إلى ذلك عرضت شركة «يوكيه لاند» أراضي استثمارية في العاصمة البريطانية لندن، وبحسب شركة «يو كيه لاند» للاستثمار البريطانية فإن في بريطانيا فرصاً ممتازة في قطاع الأراضي الاستراتيجية، تحتاج لتوفير 4.2 مليون وحدة سكنية خلال 20 سنة مقبلة، الأمر الذي يجعل الوضع متاحاً للتوسع في الأراضي من خلال استراتيجية جديدة للمجالس البلدية المحلية.

من جهته بين الدكتور عبد الله المغلوث الخبير العقاري انه طرح فكرة انشاء جمعية للتقييم العقاري، ووجدت ترحيباً من قبل عدد من العقاريين، مشيراً إلى أن معرض الرياض الحادي عشر شهد مشاركة جيدة من قبل الشركات التي عرضت مشاريع مختلفة.

وبين المغلوث أن البلاد تعاني من كثرة الشركات التي تعرض مشاريع، إلا إنها لا تبني شيئاً على ارض الواقع، مستشهداً ببعض المشاريع المعروضة منذ ثلاث سنوات في حين ان ارض المشروع لم يتم فيها اي تطوير، لافتاً إلى أن البلاد بحاجة ملحة إلى تنظيمات وتشريعات تحمي صغار المستثمرين.

وطالب الخبير العقاري بإيجاد تلك التنظيمات لعمل التوازن بين صغار المستثمرين وكبارهم وبين الجهات الحكومية المعنية، وشدد على ضرورة مشاركة الجهات الحكومية في المعارض العقارية للتواصل مع الجمهور لمعرفة احتياجاته، وبالتالي إيجاد حلول لتطوير العلاقات بين المستفيد النهائي وصاحب الصناعة العقارية، وبين المشروع، الأمر الذي ستنعكس نتيجة على المصلحة العامة في البلاد. وبين الدكتور المغلوث ان السوق العقاري بحاجة إلى شفافية من قبل الشركات المطورة التي تعمل على تطوير مشاريع، وذلك لتوضيح استمرارية تطوير المشروع المعلن، مبيناً ان هناك من يعمل على ابراز المشاريع البعيدة عن الواقع.

وأكد الدكتور المغلوث انه في حال انعدام وجود رؤية واضحة للتشريعات لصغار المستثمرين والمستهلكين فإن السوق مقبل على مرحلة كساد متوقعة في حال لم يتم تفعيل تملك الوحدات الصغيرة.

من جهته بين فارس السبيعي وسيط عقاري ان الشركات تبحث عن أراض كبيرة بالقرب من المدن الرئيسية، ومع قرب إعلان شركات إقليمية عن مشاريع لها، فإن بعض الوسطاء يبحثون عن الأراضي القريبة من المدن الكبيرة، مبيناً انه تمت مفاوضات مع شركات مشاركة في معرض الرياض العقاري، حول عدد من الأراضي في شمال العاصمة السعودية الرياض، وفي مدينة جدة غرب السعودية بالإضافة إلى غرب مدينة الدمام.

وأضاف الوسيط العقاري ان السوق العقاري يعتبر من أفضل الأسواق الاستثمارية في الوقت الحالي، وهو وقت يعتبر جيداً لضخ استثمارات مقننة في حاجة البلاد، كإنشاء المساكن والمكاتب التجارية، والمباني الاستثمارية التي تحتوي على شقق سكنية، خاصة في ظل انخفاض معدلات المعروض من ذلك النوع، وبالتالي ارتفاع الأسعار وازدياد التضخم في البلاد.

وسوف تشهد السعودية الإعلان عن مشاريع عقارية مختلفة، في ظل الاحتياجات الحالية لمختلف المنتجات التجارية والسكنية والاستثمارية، بالإضافة إلى السياحية، وذلك عطفاً على الانفتاح الاقتصادي الذي تشهده البلاد، وعزمها إلى الوصول إلى مصاف أفضل عشر دول في التنافسية، من خلال برنامج تعمل عليه الهيئة العامة للاستثمار.


من جهة أخرى ذكر خبير عقاري سعودي أن أسعار العقارات في السوق السعودي لا تزال الأفضل بين أسواق العقارات في المنطقة، كونها تتمتع بمواقع متعددة تساعدها على توزيع الارتفاعات على تلك المواقع المتفرقة في مدن البلاد.

واستدل عايض القحطاني رئيس مجلس إدارة شركة سمو العقارية على ما حدث في مزاد مشروع البندقية، الذي عكس ثقة المستثمرين بمختلف شرائحهم على العقارات في السوق السعودي، مبيناً إن صناعة العقارات في السعودية تأخذ منحى جديداً يتمحور في بحث المستثمرين على فرص جديدة من خلال البيع والشراء في الأراضي الخام.

واستبعد القحطاني ان يكون ما يحدث في السوق العقاري هو انعكاس للمضاربة بعد انخفاض التعاملات في السوق المالي، مبيناً أن الصناعة العقارية في السعودية اكتملت دورتها في انتظار المخرجات، وبين أن الحكومة السعودية تعمل على تطوير العمل في السوق العقاري، وذلك من خلال ما تعلنه من تشريعات وتنظيمات وتقديم يد العون للمطورين العقاريين.

وذكر رئيس مجلس إدارة «سمو» العقارية على هامش معرض الرياض الحادي عشر للعقارات أن السوق سيشهد تحولات جديدة في عمليات التعامل، وذلك وفق ما يحتاجه السوق العقاري في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الرهن العقاري سيعمل على توازن الأمور، مبيناً إن السوق العقاري لايزال بحاجة إلى اكتمال دورة الصناعة، التي ستكون بإقرار نظام الرهن، وفتح المجال أمام شركات التمويل العقاري.

وأشار الى أن السوق مرشح لتجاوز 1.4 تريليون ريال (373 مليار دولار) وذلك نتيجة دخول الشركات الإقليمية والعالمية التي أعلنت عن مشاريع متعددة في مختلف مدن البلاد.

وأكد أن نمواً في السوق العقاري مستمر في كافة القطاعات السكنية والتجارية والسياحية، حيث نمت الاستثمارات الموجهة نحو تلك القطاعات، مشيراً إلى ان أسعار الأراضي لا تزال مشجعة على الاستثمار، خاصة الأراضي الكبيرة، والتي تحقق عوائد مجزية للمستثمرين خلال فترة جيدة، بناء على ازدياد الطلب من الشركات العقارية، ودخول أخرى إقليمية في السوق العقاري خلال العامين الماضيين.

وأضاف ان المستقبل ينصب على المشاريع السكنية التي تمثل نوعاً من الحياة الجديدة، وهو النوع الذي يبحث عن المستهلك في الفترة الحالية، بالإضافة إلى المسكن الميسر الذي سيعمل على تغطية الفجوة بين العرض والطلب في المساكن.


عقارات المشاهير.. «فنون وجنون»



الخدمات العقارية الموجهة إليهم تستلزم مهارات خاصة
يحرص المشاهير كثيرا على الخصوصية في اختيار بيوتهم (نيويورك تايمز)

لندن: كيفين براس* الشرق الاوسط
يقول «ريتشارد كلج»، وكيل العقارات لدى شركة «انترناشونال رياليتي» في منطقة «بيفرلي هيلز» بكاليفورنيا، «يجب أن تحظى بسمعة أنك كتوم للأسرار. يجب أن يعلموا أنك كتوم».

يؤكد خبراء العقارات أن المشاهير يتسمون أحيانًا ببعض الميول الغريبة المثيرة للضحك، مثلما الحال مع غالبية الأشخاص العاديين، وإن كانت طرائف المشاهير تجتذب قدرًا أكبر من الاهتمام الإعلامي. وداخل مجال الاتجار في العقارات، تطورت محاولات تلبية هذه الميول الغريبة لتصبح صناعة متخصصة.

من ناحيتهم، يعتقد وكلاء العقارات أن العمل بمجال الخدمات العقارية الموجهة إلى المشاهير والنجوم يستلزم مهارات خاصة تتنوع بين القدرة على استباق «الباباراتزي» (الاسم الذي يطلق على الصحافيين ممن يطاردون المشاهير) والتمتع بالخبرة بمجال الأنظمة الأمنية المتقدمة.

ويقول «ريتشارد كلج»، وكيل العقارات لدى شركة «انترناشونال رياليتي» في منطقة «بيفرلي هيلز» بكاليفورنيا، «يجب أن تحظى بسمعة أنك كتوم للأسرار. يجب أن يعلموا أنك كتوم».

ودائمًا ما يتسم نجوم المجتمع بارتفاع مستوى شعورهم بالبارانويا (أو جنون الاضطهاد)، ما يمكن إيعازه إلى الولع الشديد الذي تبديه الصحافة بالعقارات التي يمتلكونها، حيث تخصص مجموعة من الصحف اللندنية، إلى جانب «وول ستريت جورنال» و«لوس أنجليس تايمز» و«ذي نيويورك بوست» والكثير من المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت، مساحات منتظمة من صفحاتها لتناول الصفقات التي يعقدها مشاهير المجتمع ولو كانوا من الدرجتين الثانية والثالثة.

وخلال الأسابيع الماضية، على سبيل المثال، تناقلت الصحف بمختلف أنحاء العالم مقالات بشأن قرار «بيرت رينولدز» بخفض سعر مسكنه في فلوريدا من 15.9 مليون دولار إلى 10.5 مليون دولار، بينما ركزت صحف أخرى اهتمامها على الطفل النجم السابق «فرانكي مونيز» الذي قرر عرض منزله الذي يضم خمس غرف للنوم بمنطقة «بيفرلي هيلز» في لوس انجليس للبيع مقابل 3.9 مليون دولار.

من جانبه، يعتقد «روث ريون»، الذي يكتب عمودًا حول ممتلكات المشاهير العقارية في صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، أن المشاهير «يعيشون في عالم خيالي. ويحب الناس قراءة أخبار أفراد آخرين يملكون أكثر مما يمتلكون هم».

من ناحية أخرى، ورغم أن سجلات العقارات متاحة أمام الرأي العام، فإن الكثير من النجوم عادة ما يستعينون بأشخاص يثقون بهم أو مجموعات تعمل بمثابة واجهة، في محاولة لإخفاء صفقاتهم. فعلى سبيل المثال، أشارت وسائل الإعلام إلى أن المغنية «كريستينا أجيلرا» استخدمت «صندوق برات باك فاميلي» عندما دفعت 11.5 مليون دولار لشراء منزل «أوزي أوبسورن» في غرب هوليوود.

ومن الناحية الرسمية، فقد تم بيع المنزل من جانب شخص يدعى «ميني»، وهو أحد الأشخاص المقربين من عائلة «أوزي» ومحل ثقتهم. ويؤكد وكلاء العقارات أنه في كثير من الجوانب، يدير النجوم شؤونهم التجارية بصورة مختلفة عن الأشخاص العاديين، حيث يميلون نحو التأخر عن مواعيدهم، ويحب الكثيرون منهم التسوق أكثر من الشراء ذاته.

وعادة ما يطلبون شراء عقارات بمداخل خاصة وأسوار عالية تحجب رؤيتهم عن «الباباراتزي».

ويؤكد الوكلاء المتخصصون في سوق عقارات النجوم أن مهمة إبعاد الصحف الصفراء عن عميل ما قد تصبح مهنة إضافية. يذكر أن من أشهر الحوادث في هذا السياق، تنكّر مراسل لإحدى الصحف الصفراء اللندنية في شكل شيخ عربي يسعى لشراء عقار، وذلك للدخول إلى عزبة يمتلكها الأمير «مايكل» المقيم بمقاطعة «كنت».

وعليه، نجد أنه في لندن حاليًا، يتم إجبار المشترين المحتملين في الغالب على توقيع اتفاقات تقضي بضمان السرية قبل مجرد السماح لهم بمس أو مشاهدة عقارات مملوكة لمشاهير، وهو ما يؤكد «نويل دي كيزر»، مدير مكتب شركة «سلوان ستريت» في «سافيل»، أنه «لم يحدث قط منذ عشر سنوات ماضية».

ويعلم الوكلاء المعنيون ببيع العقارات في المدن الكبرى، مثل لندن ولوس أنجليس ونيويورك، أنه عند ورود إشارة لهم بـ«تنظيف» منزل ما، فإن ذلك يعني أن أحد المشاهير في طريقه لمعاينته. ويوضح «جوشوا جدج»، مدير شركة «كولدويل بانكر كينيدي» في نيويورك، أنه «عادة ما أقول إنه لو كان هناك مصور واحد، فلن يقدم العميل على شراء العقار قط».

وفي بعض الأحيان، لا يلتقي الوكلاء بعملائهم النجوم حتى المراحل النهائية من عملية الشراء. وتعلق «لوسي راسل»، مديرة شركة «كونتسشنالي إستيتس» في لندن والمتخصصة في سوق العقارات الفاخرة، على هذا الأمر بقولها إن النجوم من الفئة الأولى، أمثال «مادونا» و«كيرا نايتلي» «لديهم مساعدون جيدون للغاية».

وبعيدًا عن الرغبة في ضمان الخصوصية، فهناك أسباب عملية تدعو المشترين من النجوم للإبقاء على هويتهم مجهولة لأطول فترة ممكنة. ويفسر «كارلوس ريفرز»، المتخصص في العقارات بشركة «تشسترتون» في لندن، السبب بقوله: «إننا جميعًا نعلم ما يملكون. وهذه نقطة سلبية».

يذكر أنه في العام الماضي، لم يعبأ صاحب منزل حتى بمجرد الرد عندما تقدمت «مادونا»، جارته، بعرض لشراء منزله بسعر يقل عن السعر الذي طلبه بمئات الآلاف من الجنيهات، وذلك طبقًا لأحد وكلاء العقارات على دراية بالصفقة.

وفي نهاية الأمر، حسّنت المطربة الشهيرة، التي تقبل بنشاط على شراء عقارات في نيويورك ولندن، عرضها حيث دفعت 6 ملايين إسترليني، ما يعادل 11.8 مليون دولار، مقابل المنزل المكون من ثمانية غرف نوم وتم بناؤه على الطراز «الجورجي».

أما داخل صناعة التسويق العقاري ذاتها، فيدور جدل واسع حول تأثير النجوم على قيم العقارات. ومن ناحيتها، تعتقد «باربرا كاندي» من شركة «انترناشونال ريال إستيت» في نيويورك، أنه «عندما ينصبّ بحث الأفراد داخل هذا المدى السعري، لا يصبح من الضروري أن تقول أن هذا المنزل كان يخص في يوم من الأيام شخصا بعينه.

وإذا كنت رجل أعمال ذكيا، فستبحث عن القيمة، وهذا هو الشيء الوحيد الذي ستبحث عنه». جدير بالذكر أن «كاندي» تمثل «روبرت مردوخ»، وهو أحد أبرز رجال الإعلام، والذي سمح لها باستخدام اسمه في التسويق للعزبة التي يمتلكها بمنطقة «لونج أيلاند ساوند» والمقامة على مساحة تبلغ هكتارين، والتي تم عرضها في السوق العام الماضي بسعر 14.8 مليون دولار.

واليوم، لا تزال معروضة بالسوق بسعر 12.8 مليون دولار. بيد أنه من المؤكد أن وجود النجوم يخلق صخبًا واهتمامًا حول العقارات، حيث يرى «جيلز كوك»، مدير مكتب شركة «تشسترتون» في وسط لندن، أن ذلك «يضيف إثارة وفضولاً بالتأكيد».

وفي العام الماضي، ورغم استمرار تحرك السوق باتجاه الانخفاض، باعت «باريس هيلتون» منزلاً في لوس أنجليس مقابل 3.865 مليون دولار، وهو مبلغ يفوق بكثير الأسعار التي بيعت بها المنازل الأخرى بالمنطقة ذاتها، حسبما أكد وكلاء العقارات. ويعتقد «كلج» أنه «لو لم تكن «باريس» مرتبطة بالمنزل، لكان من المستحيل أن يحقق هذا المبلغ».

في العام الماضي، عندما لاحقت عدسات المصورين «فيكتوريا بيكهام» وعدد من معاونيها أثناء تفقدها منزلاً في لوس أنجليس تجاوزت قيمته 10 ملايين دولار، كان من بين أول الأسئلة التي طرحتها: «من هم المشاهير الذين يعيشون بالجوار»؟

* خدمة «نيويورك تايمز»