الجمعة، 11 أبريل 2008

الأسهم السعودية تتجاوز 3 عراقيل وترتفع 3.5% خلال أسبوع


- "الاقتصادية" من الرياض - 05/04/1429هـ
تجاوزت سوق الأسهم السعودية ثلاثة عراقيل خلال الأسبوع الماضي لتحقق ارتفاعا بنسبة 3.5 في المائة منطلقة من مستوى 9181 نقطة الذي بدأ به عمل المؤشر الحر السبت الماضي ليغلق الأربعاء في نهاية الأسبوع عند 9501 نقطة.

وتبدو العقبة الأولى التي تجاوزتها سوق الأسهم السعودية في إطلاق المؤشر الحر، إضافة إلى الهيكلة الجديدة لقطاعات السوق، فيما ظهرت العقبة الثانية في منتصف الأسبوع عند إطلاق اكتتاب مصرف الإنماء، وتخلل الأسبوع العقبة الثالثة من خلال نتائج الربع الأول التي بدأ الكثير من الشركات في إعلانها.

وكان مؤشر السوق يُغلق على ارتفاع في كل أيام الأسبوع ما عدا يوم الأحد حيث أغلق على انخفاض بنسبة 1.1 في المائة، وبالمثل ارتفعت معظم قطاعات السوق الـ 15 ولم يتراجع منها سوى ثلاثة قطاعات هي: التأمين، الفنادق والسياحة، وشركات الاستثمار المُتعدد، أما قطاعا الإعلام والنشر والتطوير العقاري فأغلقا على ارتفاع طفيف لم يتجاوز 1 في المائة.


فيما يلي مزيداً من التفاصيل

ارتفع السوق هذا الأسبوع مع بداية الانطلاقة الأولى للمؤشر الحُر وهو المؤشر الجديد للسوق وحقق ارتفاعاً بنسبة 3.5 في المائة، وانطلق في ارتفاعه هذا من مستوى 9181.21 نقطة وحتى إغلاق يوم الأربعاء عند 9501.72 نقطة، وكان مؤشر السوق يُغلق على ارتفاع في كل أيام الأسبوع ما عدا يوم الأحد حيث أغلق على انخفاض بنسبة 1.1 في المائة، وبالمثل ارتفعت معظم قطاعات السوق الخمسة عشر ولم يتراجع منها سوى ثلاثة قطاعات هي قطاع التأمين وقطاع الفنادق والسياحة وقطاع شركات الاستثمار المُتعدد، وأما قطاعا الإعلام والنشر وقطاع التطوير العقاري فأغلقا على ارتفاع طفيف لم يتجاوز 1 في المائة كما سيتضح في ثنايا التقرير.

تلاشي الاحتقان

كان السوق من قبل يُعاني من الاحتقان بسبب ترقبه عدة أمور أثرت في حركته وقد تلاشي هذا الاحتقان بعد أن اتضحت هذه الأمور جميعها في الأسبوع الماضي، وأول هذه الأمور هو الترقب لأثر المؤشر الحر وهيكلة القطاعات الجديدة على تداولات السوق، كما أن اكتتاب بنك الإنماء كان يضغط بقوة على القطاع المصرفي والسوق كونه الاكتتاب الأضخم في تاريخ سوق الأسهم السعودي ومع بدء الاكتتاب خفتّ الرهبة والخوف من أن يؤثر في السيولة داخل السوق مع أنه ثبت أن أي اكتتاب لا يؤثر على الإطلاق لكن الخوف من الاكتتابات أصبح عقدة مزمنة في نفوس المُتداولين، وثالث أمر ساعد في احتقان السوق في الفترة الماضية هو الترقب لنتائج الشركات للربع الأول من العام الجاري وقد بدأت الشركات هذا الأسبوع بالإعلان عن أدائها.

ترتيب الأوراق

إن الأسباب التي أدت إلى احتقان حركة السوق في السابق هي نفسها التي ستؤدي إلى أن يقوم المُتداولون من مُستثمرين ومُضاربين بترتيب أوراقهم، فمنهم من سيقوم بترتيب محفظته حسب الهيكلة الجديدة للسوق، ومنهم من سيقوم بترتيب محفظته على أساس أوزان الشركات في المؤشر الحُر مثل صناديق الاستثمار وهذا إن لم تكن الصناديق قد قامت بذلك من قبل، وأما المُتداولون التقليديون فسيقومون بترتيب محافظهم حسب نتائج الربع الأول.

من هذا المُنطلق أعتقد أن يشهد السوق ارتفعاً في أحجام تداوله بعد أن اتضحت الرؤية، فالجميع يرى أن أسعار الأسهم مغرية ولكن يمنعهم ضبابية الرؤية في الفترة الماضية وأما الآن أصبح الطريق واضحاً.

عوائق التحليل

بعد طرح المؤشر الحُر أصبح التحليل الفني يواجه عوائق حتى يُقدم رؤية واضحة وصحيحة، ذلك أن قيمة المؤشر الحُر اختلفت عن المؤشر العام القديم، والبيانات التاريخية التي قدمتها شركة تداول تفتقر إلى بعض الأسعار المهمة على مستوى كل يوم وبالتالي ينقص البيانات التاريخية سعر الافتتاح وأعلى وأقل سعر، ومن ثم أصبح تمثيل البيانات على طريقة الشموع اليابانية أو بطريقة الأعمدة Bar Chart هو أمر صعب ولا توجد طريقة لتمثيل حركة مؤشر السوق الجديد على الرسم البياني Chart إلا باستخدام الرسم الخطي Line Chart كما نراه في شكل (1).

العوائق هي في صعوبة تحديد مستويات الدعم والمقاومة الأفقية ونسب فيبوناتشي ولكن يبقى استخدام متوسطات الحركة بأنواعها أمرا ممكنا ولم يتأثر ومثلها جميع المؤشرات المتذبذبة مثل RSI والماكد، ولكن ينحصر استخدامها على سعر الإغلاق فقط ولا يمكن أخذ متوسط الحركة على سعر الافتتاح مثلاً، وسنحتاج إلى أكثر من ثلاثة أشهر حتى نخرج برؤية دقيقة على الأجل المتوسط.

خطأ فادح

نظراً لتغير قيمة المؤشر الحُر عن المؤشر العام القديم فقد ذهب بعض المُتداولين المُهتمين بالتحليل الفني إلى تغيير قيمة المؤشر العام وبياناته التاريخية المتوافرة لدى الجميع حسب نسبة الفرق بين المؤشر الحر والمؤشر العام القديم بتعديل البيانات التاريخية بواسطة برنامج "ميتا ستوك" وقد ظهرت هذه الطريقة في إحدى الصحف وتناقلتها منتديات الأسهم.

هذه الطريقة هي خطأ فادح ذلك أن الفارق بين المؤشر العام القديم والمؤشر الحر يتفاوت بعد كل ربع سنة نتيجة تغير أوزان الشركات داخل المؤشر الحر ومن هنا فإن التعديلات التي يقوم بها البعض ليست دقيقة، حتى أن البعض لجأ إلى التعديل في الفارق حتى يصل إلى تقريب الأرقام بين المؤشرين وهو أشبه ما يكون بالعبث.

كيف نُحلل

أعتقد أنه من الصعب أن يُقدم التحليل الفني رؤية دقيقة بالنسبة لمؤشر السوق حالياً ولكننا لن نضل الطريق وسوف نستخدم مع الرسم البياني لمؤشر السوق متوسطات الحركة حتى نعرف أيها سيُمثل مستوى دعم وأيها مستوى مقاومة، وسنعتبر الأرقام المئوية مستويات دعم ومقاومة - وأقصد بالأرقام المئوية مثل 9500 و9600 - حيث يُعتبر مستوى 9500 مستوى دعم الآن لمؤشر السوق بينما مستوى 9600 نقطة مقاومة وهكذا في بقية الأرقام، كما أن المؤشرات الفنية المُتذبذبة ستُساهم في توضيح الرؤية لنا مثل مؤشر RSI والماكد إذا استخدمناهما مع سعر الإغلاق.

إذن حتى نعرف من سيُقاوم صعود مؤشر السوق فإنني سأستخدم متوسطات الحركة وهي إحدى الوسائل المتاحة أمامنا وسوف أقسمها إلى رسمين بيانيين الأول هو الرسم البياني في شكل (2) ويُظهر متوسطات الحركة التي ستُقاوم صعود مؤشر السوق والثاني في شكل (3) ويُظهر متوسطات الحركة التي ستدعم مؤشر السوق، وقد اضطررت إلى القيام بتقسيم المتوسطات على رسمين بيانيين حتى تتضح الرؤية في الرسم ولا تتداخل الخطوط مع بعضها بعضا فلا يعرف القارئ أي الخطوط هو مؤشر السوق وأيها هو متوسط الحركة.

تحد وجسارة

قبل قراءة هذه الفقرة أدعو القارئ إلى قراءة الفقرة السابقة ففيها تمهيد لما سأقوله الآن وهو أن السوق مقبل على موجة ارتفاع بسيطة وسببها الفني سيتضح بالنظر إلى الرسم البياني في شكل (1)، إذ يتبين أن مؤشر السوق كان يسير في مسار هابط وكان السوق تحت ضغط المتجه الهابط المُحدد باللون الأحمر وكان يضغط على السوق بقوة واضحة منذ نهاية شباط (فبراير) وانفرجت الأمور في الثاني من نيسان (أبريل) حيث اخترق مؤشر السوق المتجه الهابط نتيجة اندفاع قوي وواضح بدفع من سهم "سابك" بعد جمعيتها العمومية غير العادية بيومين وقيل إن أخبارا تسربت عن نتائج "سابك" في الربع الأول أدت إلى ارتفاع السهم وبالتالي ارتفع مؤشر السوق القديم متأثراً بسهم "سابك" في آخر يوم له وهو الأربعاء قبل الماضي، ولكن مع هذا الارتفاع إلا أن حجم التداول الذي هو في تزايد مُطرد لم تصل كميته بعد إلى معدل كمية أحجام التداول في الأيام الـ 60 الماضية.

كما أن النظر إلى الرسم البياني في شكل (2) يوضح أن المقاومة تأتي من متوسطات الحركة متوسطة الأجل وهي متوسط حركة 50 و100 يوم، حيث تمكن مؤشر السوق من الإغلاق فوق متوسط حركة 50 يوما الموجود عند 9499.47 نقطة بفارق بسيط هو أقل من نقطتين، لذا لا يزال متوسط 50 يوما في نظري هو مقاومة إلا إذا أغلق مؤشر السوق فوقه يوم السبت المقبل حتى نتأكد من قوة الإغلاق وأصبح الإغلاق ليومين متتالين.

مؤشر السوق يجد الدعم الآن من متوسطات الحركة قصيرة الأجل وهي 10 و20 كما في شكل (3) ومعهما متوسط حركة 150 يوما الأطول زمنا الموجود عند 9329 نقطة ولكن في نظري أن متوسط حركة 150 يوما فقد أهميته في أن يكون داعماً أو مقاوماً، ذلك أنه قد تم اختراقه مرتين في فترة زمنية قصيرة كما في شكل (3) حتى أصبح كالمنخل وأصبح ضعيفا ووجوده مثل عدمه.

المُبشرات الفنية

من الأمور التي تُبشر بأن هناك صعودا لمؤشر السوق أن متوسط حركة عشرة أيام المُحدد باللون الأحمر في شكل (3) في طريقه لاختراق متوسط حركة 20 يوما المحدد باللون البرتقالي وهذا تقاطع إيجابي سيُمهد إلى أن يأخذ متوسط عشرة أيام وضعه الصحيح جزئياً وهو أن يكون فوق متوسط 20 يوما وهذا التقاطع الإيجابي سيكون موجة صعود تدفع مؤشر السوق إلى التغلب على متوسط حركة 50 يوما وإلى مواجهته مستوى المقاومة عند 9926 نقطة حيث يوجد متوسط حركة 100 يوم كما في شكل (2)، ويتضح أنه باستخدام مؤشرات فنية بسيطة أمكننا التعرف على توجه مؤشر السوق خلال الفترة القصيرة.

مقدار الصعود

ما سبق تحليله هو على الأجل المتوسط ويدل على أن موجة صعود بدأت ولكن ما مقدار هذا الصعود وهل سيُكتب له الاستمرار، لا أحد يُمكنه الإجابة عن مثل هذه النوعية من الأسئلة، ولكن حتى تتضح الرؤية سوف أستخدم الرسم البياني الشهري كما في شكل (4) وهو خاص بمؤشر السوق وفيه متوسطات الحركة الموزونة Weighted لثلاثة أشهر باللون الأحمر WMA(3) وكذلك متوسط الحركة الموزون لتسعة أشهر باللون الأزرق WMA(9) واخترت متوسط الحركة الموزون لأنه المتوسط الذي يتأثر بالإغلاق القريب لمؤشر السوق، ذلك أننا لا نملك من المؤشر الحُر سوى 15 شهرا ابتداءً من عام 2007.

يتضح من الرسم البياني في شكل (4) أن متوسط ثلاثة أشهر الموزون WMA(3) المحدد باللون الأحمر هبط تحت مؤشر السوق بنهاية شهر آذار (مارس) وأصبح عند مستوى 9440 نقطة مما يعني أنه دعم لمؤشر السوق، كما أن متوسط حركة تسعة أشهر الموزون WMA(9) أغلق عند 9507 نقطة وهو يقاوم مؤشر السوق عند هذا المستوى.

ليس المهم لديّ ما سيكون مستوى دعم أو مقاومة من بين متوسطات الحركة التي ذكرتها بل المهم هو أن التقاطع السلبي بين المتوسطين يجعل صعود المؤشر ضعيف على الأجل الطويل، لذا يجب التنبه إلى هذا ومراقبته دائما فقد تتغير الرؤية، ودائما تذكر أن الإفراط في التفاؤل أو التشاؤم ليس بالأمر المحمود.

قطاعات السوق

بعد إعادة هيكلة السوق من قبل شركة "تداول" أصبح السوق يرتكز إلى 15 قطاعاً تتوزع بينها أسهم الشركات بشكل منطقي، ومع أول أسبوع لهذه الهيكلة ارتفعت معظم قطاعات السوق ولم يهبط سوى ثلاثة قطاعات هي قطاع التأمين وقطاع الفنادق والسياحة وقطاع شركات الاستثمار المُتعدد وذلك بنسبة 6.1 و0.6 و2.1 في المائة على التوالي.

بينما ارتفع بشكل طفيف كل من قطاعيّ الإعلام والنشر وقطاع التطوير العقاري بنسبة 0.8 و1 في المائة لكل منهما على التوالي، وأكثر القطاعات ارتفاعاً قطاعا التشييد والبناء والصناعات البتروكيماوية بنسبة 8.4 و6.6 في المائة لكل منهما على التوالي.

الخلاصة

مع انطلاقة المؤشر الحر الجديد في أول أسبوع له أغلق مؤشر السوق على ارتفاع بنسبة 3.5 في المائة ومعظم قطاعات السوق الخمسة عشر التي يرتكز عليها السوق بعد الهيكلة الجديدة له من قبل شركة "تداول" فقد أغلق 12 قطاعا منها على ارتفاع وثلاثة منها على انخفاض هي التأمين وقطاع الفنادق والسياحة وقطاع شركات الاستثمار المُتعدد وأكثر القطاعات ارتفاعاً هما قطاعا التشييد والبناء وقطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 8.4 و6.6 في المائة لكل منهما على التوالي.

الآن أصبحت الرؤية واضحة بعد أن كان يُحيط بالسوق عدة طلاسم أولها ضبابية الرؤية بخصوص المؤشر الحر وإعادة هيكلة السوق ثم اكتتاب بنك الإنماء وآخرها نتائج الشركات للربع الأول، وجميع هذه الطلاسم الثلاثة انفكت هذا الأسبوع وتبين للجميع كيفية التعامل معها وسنرى توجه المُتداولين باختلاف أحجامهم نحو ترتيب محافظهم بناء على اتضاح الرؤية.

نتوقع اعتماداً على التحليل الفني لمؤشر السوق الجديد أنه مقبل على ارتفاع بعد أن غير مساره من الهبوط المُتتابع وبعد أن وجد الدعم من مستوى 9000 نقطة فانطلق ليُغير مساره بدفع من ارتفاع سهم "سابك" الذي انطلق يوم الأربعاء قبل الماضي كما في شكل (1) وراقب هذا الصعود مع الأخذ في الاعتبار مستويات المقاومة التي ذكرتها في التقرير، ومع أن مؤشر السوق يواجه مستويات مقاومة تأتي من متوسطات الحركة متوسطة الأجل كما في شكل (2) ودعماً من متوسطات الحركة القصيرة الأجل كما في شكل (3) فإن هنا مبشرات فنية إيجابية تؤيد فكرة صعود السوق على الأجل المتوسط حتى ولكن يبقى أن الرؤية على الأجل الطويل كما في شكل (4) تحتاج إلى مراقبة وليس الخوف.