السبت، 26 أبريل 2008

«سكة الحديد» والمشروعات الاقتصادية تشعل أسعار الأراضي في شمال جدة

ارتفاع معدلات البيع والشراء ومطالبات بإنشاء محطات للقطار في المحافظات
«سكة الحديد» والمشروعات الاقتصادية تشعل أسعار الأراضي في شمال جدة


عكاظ/ مشعل حسن الحربي ـ جدة
خصصت وزارة النقل الجهة الشرقية من الطريق السريع لخط سير قطار الحرمين وحددت مسافة كيلو متر تبعد عن الطريق السريع لتكون حرما لخط السكة الحديد وصدرت التعليمات بعدم استغلال هذه المساحة لأي منشأ وتخصص لصالح خط القطار، وبحسب الآلية المتبعة سيتم نزع الملكيات في حالة وجود أراض تعود ملكيتها لمواطنين بصكوك وتعويض ملاكها.

وقد سجلت أراضي الجهة الشرقية على الطريق السريع ارتفاعا كبيرا في أسعارها وشهدت معدلا أكثر فيما يبدو من عمليات البيع والشراء ، والتي ستأخذ جانبا كبيرا من خط السير. وتمتاز الجهة الغربية للطريق بإقامة عدد من المشاريع الحيوية ومنها ما يتوقع إقامته من استراحات اسماك إضافة للمشاريع التي هي في طور الإنشاء كجامعة العلوم والتقنية ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية بصعبر.

المثلث الذهبي بقديد

تمثل الجهة الغربية من وادي قديد والتي تقع بارتكاز والتقاء الطرق وبالجهة الشرقية من الطريق السريع جدة ينبع وبالقرب من طريق مكة القديم وما جاورها من مساحات أهم هذه المواقع، حيث تمتاز بقربها من القضيمة وثول حيث كونها ارض فضاء بمساحات شاسعة ويمكن استغلالها لإقامة عدد من المشاريع كما تقع في موقع حيوي قبالة بلدة صعبر الملاصقة لمشروع المدينة الاقتصادية.

ويأتي مرور سكة القطار عبرها ليجعل هذه المنطقة تكتسب بعدا اقتصاديا هاما من حيث قربها من المشاريع التعليمية والاقتصادية من جهة ومن حيث كونها نقطة رئيسية لسكة القطار والعامل الثالث امتلاكها لمساحات كبيرة وتأتي بالجهة الشرقية للطريق السريع علاوة على موقعها الاستراتيجي بقربها من الطريقين السريعين مكة المدينة السريع وجدة ينبع السريع.

مسار سكة القطار

تمر السكة الحديد على الأجزاء الشرقية من مدينة جدة مرورا بالأجزاء الشرقية لثول في المنطقة الواقعة شرق مقر مشروع الإسكان التنموي ومن ثم محافظة خليص يمر بعدها بالأجزاء الغربية من وادي قديد ومن ثم يواصل سيره الى الأجزاء الشرقية من محافظة رابغ وبمحاذاة عدد من البلدات، ويصل امتداده الى أجزاء من محافظتي بدر وينبع وصولا الى المدينة المنورة.

ويأتي انشاء سكة القطار كعامل منعش للعقار، شأنه كذلك كشأن أي مشروع حيوي، حيث وجود عدد من المرافق الخاصة به، وبالتالي إكساب تلك المناطق بعدا اقتصاديا وعقاريا جيدا.

أطوال الطريق

وكانت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية قد أوضحت سابقا أن المشروع سيربط كلاً من مركز جدة ومكة المكرمة بخط مزدوج بطول 78 كيلومتراً، مبيّنة أن ذلك سيساهم في تسهيل تنقل المسافرين بين المدينتين في مدة أقصاها 30 دقيقة.

«وسيصل طول الخط الفردي الذي يربط جدة بالمدينة المنورة إلى 410 كيلومترات، وسيكون زمن الرحلة ساعتين ونصف الساعة فقط»، وستقام محطتان في جدة، الأولى في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وأخرى في منطقة المطار القديم المركزية، بحيث ستكون هناك إمكانية لتوصيل الخط مع خط جدة ـ الرياض المخطط لإقامته ضمن مشروع من مرحلتين.

فيما «ستقام محطتان في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، احداهما خارج حدود المدينة مع وجود خطوط تتصل على نحو ملائم بوسائل المواصلات الأخرى، والثانية بقرب الحرمين الشريفين.

ووفق توقعات وزارة النقل فإن عائدات مشروع سكة الحديد الذي سيربط بين خطوط السكك الحديد تقدّر بـ 500 مليون ريال (133.3 مليون دولار) في العام 2010، موضحة أن تلك العوائد ستتضاعف خلال العقدين المقبلين لتصل مع حلول العام(2030) إلى (750) مليون ريال (200 مليون دولار).

كما أن أبعاد مشروع سكة الحديد لا تقتصر على سهولة التنقل، والعوائد الاقتصادية، فحسب، بل إن القطارات وبطاقتها الاستيعابية العالية ستعد حلاً فعالاً لمشكلات الاختناقات كون القطار الواحد يقوم بعمل مئات السيارات.

وتتمثل مزايا المشروع الجديد في تضمنه على نموذجين حديثين في مجال الاستخدامات الحديثة للسكك الحديدية وهما: نموذج القطار السريع، ونموذج وصلة المطار، اللذان أثبتا نجاحهما عالمياً، وذلك متى ما توفرت الظروف الملائمة لهما».

انتعاش للعقار

وأكد مختصون بالشأن العقاري أهمية سكة القطار وأشاروا إلى أنه يأتي كإضافة جديدة في واحدة من أهم وسائل النقل خصوصا عند التنقل ما بين المدينتين المقدستين في أوقات الذروة كفترات الحج والفترات السابقة واللاحقة له، وأيضا فترة رمضان.

المختص العقاري بالمنطقة احمد البشري، قال من الطبيعي أن تلقي المشاريع بظلالها على التحسن والانتعاش في الجانب العقاري، ومن هنا فهذا المشروع ستكون له انعكاساته الإيجابية على المنطقة التي يمر بها.

لاسيما مع وجود عدد من المشاريع الحيوية في هذه المنطقة، وبالاضافة لسكك القطار ومحطاته هناك المدينة الاقتصادية والتي هي الآن في طور الإنشاء، كما أن هناك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية والمقامة في مدينة ثول، وأضاف البشري يمكننا رصد اكثر من جانب لهذا الانتعاش فالجانب الأول يختص بارتفاع أسعار الأراضي المجاورة بيعا وإيجارا، والجانب الآخر يختص بفترة الإنشاء لسكة الحديد والتي حتما ستلقي بظلالها هي الأخرى على هذا المشروع من حيث الحاجة لشراء أو استئجار مساحات أرضية للاستفادة منها في فترة الإنشاء من قبل المؤسسات العاملة، او للمرافق المساندة للمشروع بعد التشغيل.

دخل متميز

من جانبه قال محمد الحربي : بطبيعة الحال من المتوقع زيادة استغلال القطار كإحدى وسائل النقل المهمة بين المدينتين المقدستين أو بين مكة المكرمة وجدة أو بين جدة والمدينة المنورة، ولذلك فإن نسبة التشغيل المتوقع أن تكون عالية، لاسيما إذا ما تم انتقاء أحدث القطارات المناسبة والتي من شأنها أن تجذب المستخدمين لها.

وأضاف الحربي : نتوقع أن تزداد أسعار الأراضي المجاورة لمحطات القطار لاسيما مع قرب وبدء الإنشاء الفعلي للمشروع على الأرض.
وقال “ونحن حقيقة نترقب قطارات بمواصفات عالمية تعكس أجود أنواع القاطرات العالمية وهذا ما سيدفع الكثير لاستخدامها وخاصة للتنقل بين المدينتين المقدستين.

ليست هناك تعليقات: