الثلاثاء، 8 أبريل 2008

مصنعو الحديد يبلغون التجار بـ 4500 للطن في العقود الآجلة


الوطن_الرياض، الدمام: عدنان جابر، سعد العريج
كشف أحد كبار موردي الحديد في الرياض لـ"الوطن" عن مخاطبات جرت بين مصنع سعودي وقطاع الأعمال يطلب فيها من التجار تسعير تكلفة الحديد للمشاريع طويلة الأمد عند معدل لا يقل عن 4500 ريال للطن الواحد.

يأتي ذلك في أعقاب الزيادات الأخيرة التي طرأت على أسعار حديد التسليح بنسبة اقتربت من 18% خلال الأسبوعين الماضيين.

وجاءت هذه المخاطبات في الوقت الذي أكد فيه عضو في اللجنة التي جرى تشكيلها من المقاولين ووزارة التجارة لمواجهة الضغوط السعرية أن هناك مقترحات يجري صياغتها لتحفيز أكبر صانع لحديد التسليح في المملكة وهو شركة سابك على استيراد الحديد بكميات كبيرة لمجابهة تذبذبات الأسعار التي تواجهها السوق.

إلى ذلك، رجحت مصادر مطلعة لـ "الوطن" أن تبدأ شركة سابك في تطبيق تسعيرة جديدة للحديد بدءاً من صباح اليوم الثلاثاء، بزيادة تصل إلى حدود 825 ريالاً للطن. وتوقعت المصادر ذاتها أن تخاطب سابك مورديها بتفصيلات الزيادة اعتباراً من اليوم، لتصبح قيمة الطن الواحد من حديد "8 ملم" في المنطقة الشرقية 3800 ريال عوضاً عن 2980 ريالا . ويصل سعره في الرياض إلى 3820 ريالا عوضاً عن 3000 ، فيما يصل سعر الطن عالمياً إلى نحو 4003 ريالات .

بدأ مصنعون وموردون للحديد في المملكة بمخاطبة عملائهم من المقاولين لاتخاذ إجراءات احتياطية في تعاقداتهم المقبلة على المدى الطويل بشأن أسعار الحديد المتوقع أن تواصل ارتفاعها بمعدلات إضافية حتى عام 2010.

وقال أحد كبار موردي الحديد في الرياض، إن مخاطبات جرت بين أحد المصانع السعودية، ومجتمع رجال الأعمال يطلب منهم تسعير تكلفة الحديد للمشاريع طويلة الأمد عند معدل أدنى لا يقل عن 4500 ريال للطن الواحد، وذلك في أعقاب الزيادات الأخيرة التي طرأت على أسعار حديد التسليح بنسبة اقتربت من 18 % خلال الأسبوعين الماضيين.

وجاءت المخاطبات في الوقت الذي أكد فيه عضو اللجنة التي جرى تشكيلها قبل نحو أسبوعين مع وزارة التجارة والصناعة لوضع حلول سريعة لمجابهة الضغوط السعرية التي يواجهها المقاولون في مواد البناء، أن هناك مقترحات يجري صياغتها لتحفيز أكبر صانع لحديد التسليح في المملكة وهي شركة سابك على استيراد الحديد بكميات كبيرة لمجابهة تذبذبات الأسعار التي تواجهها السوق.

وقال مسؤول في إحدى الشركات المصنعة لحديد التسليح أمس (فضل عدم الإفصاح عن اسمه)، إن المصنعين السعوديين لا زالوا يقاومون ضغوط ارتفاع التكاليف التشغيلية ومدخلات الإنتاج التي تجابهها هذه الصناعة، رغم الارتفاع الحاد الذي شهدته أسواق الحديد العالمية، وقال إن "الهامش الربحي لدى المصنعين انخفض عكس ما يتوقعه البعض، إذ ارتفع حديد السكراب الذي كان يباع عند متوسط سعر 325 ريالا للطن في عام 2004 إلى متوسط قدره 1500 ريال للطن، مما يعني أن مستويات الزيادة قاربت الأربعة أضعاف، بينما لم يرتفع حديد التسليح عن الضعفين حتى الآن".

واتخذت "سابك" قبل مدة قرارا بتثبيت سعر الحديد المصنع لديها عند ثلاثة آلاف ريال للطن وهو سعر يقل بواقع 30 % عن مستوى أسعار الحديد الذي يباع من قبل مصنعين آخرين، إلا أن مقاولين سعوديين يقولون إن الحصول على حديد "سابك" يعد صعبا، بالنظر إلى حجم الطلب الكبير.

وذكر عضو في اللجنة الوطنية للمقاولين، وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة جدة عبد الله رضوان لـ "الوطن"، أن ارتفاع أسعار الحديد دفع العديد من المقاولين لتقليص تعاقداتهم الحالية في المشاريع الحكومية، والتركيز على مشاريع القطاع الخاص لتجنب أية مفاجآت مستقبلية.

وقال رضوان "الارتفاع السعري للحديد يتواصل منذ ثلاث سنوات"، مبينا أن هناك عوامل تدفع باتجاه تصاعد الأسعار مع لجوء موزعين محليين للتصدير المباشر إلى الدول الخليجية، وتوجه آخرون للتخزين، معتبرا أن هناك حاجة لقيام شركة "سابك" بالاستيراد من أجل تلبية حاجة السوق، خاصة مع ظهور سوق سوداء للحديد.

وأوضح رضوان، أن اقتراح أن تستورد "سابك" الحديد، سيتم تقديمه ضمن المقترحات المطلوبة من قبل رئيس اللجنة التي جرى تشكيلها بين وزارة التجارة والصناعة والمقاولين لمجابهة ارتفاع أسعار البناء، مشيرا إلى أن اللجنة أرجأت اجتماعها الذي كان مقررا عقده مطلع الأسبوع الجاري إلى حين اكتمال المقترحات والحلول التي سيقدمها الأعضاء لمناقشتها في أول اجتماع يتم تحديده لاحقا.

من جانبه أوضح موسى الفوزان (تاجر حديد)، أن الطلب على الحديد من قبل المستهلكين تراجع حاليا نتيجة حالة المفاجأة التي تنتاب بعض المستهلكين من الارتفاع الأخير، وقال "هناك معروض من الحديد، ولكن الطلب توقف لأن الكثير يبدي نوعا من التريث إلى حين جلاء الموقف بشأن الأسعار المستقبلية".

ورأى الفوزان أن الطلب على الحديد عالميا سيزداد خلال الفترة المقبلة، رغم أزمة الرهن العقاري الأمريكية التي كان ينتظر أن تؤدي إلى ركود حركة البناء في أكبر اقتصاد عالمي، إلا أن الطلب الصيني الكبير سيبقي مستويات الأسعار عند نفس معدلاتها الحالية على الأمد المنظور، وخاصة أن أطرافا صينية أجرت تعاقدات استيراد طويلة الأمد مع كبار منتجي الحديد العالميين.

رجحت مصادر مطلعة لـ "الوطن" أن تطبق شركة سابك تسعيرة جديدة للحديد اعتبارا من اليوم، بزيادة قالت إنها تصل إلى حدود 825 ريالاً للطن. وتوقعت المصادر ذاتها أن تخاطب سابك مورديها بتفصيلات الزيادة اعتبارا من اليوم، لتصبح قيمة الطن الواحد من حديد "8 ملم" في المنطقة الشرقية 3800 ريال عوضاً عن 2980 ريالا. وفي الرياض 3820 ريالا عوضاً عن 3000، في حين يعادل سعر الطن عالمياً نحو 4003 ريالات.

وكان نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" المهندس محمد الماضي قد صرّح أول من أمس، أن "كلفة الحديد ليست ضمن الدعم الفني، ونحتاج إلى بناء مصانع جديدة لتلبية الطفرة المعمارية التي تشهدها المملكة".

وأشار أن حل مشكلة نقص الحديد وارتفاع أسعاره لن يتم إلا بعد الترخيص لعدد من مصانع الحديد التي توقع الماضي أن تبدأ قريباًً، مرجعاً سبب ارتفاع سعر الحديد محلياً إلى ارتفاعه عالمياً، حيث تخطى حاجز الـ 4 آلاف ريال.

وكانت مصانع حديد قد استبقت قرار "سابك" عملياً بتطبيقها تسعيرة جديدة لعملائها منذ مطلع الأسبوع الحالي بعد توصلها لمعلومات شبه مؤكدة بأمر الزيادة لدى "سابك".

يذكر أن حجم استهلاك الحديد السعودي يصل إلى 5 ملايين طن، وتنتج مصانع سابك والطويرقي والراجحي قرابة 4.7 ملايين طن سنوياً. علاوة على ذلك تحصل شركة سابك على امتيازات منها تسعيرة منافسة من الغاز مما ينعكس إيجابياً على حجم التكلفة وصولاً إلى المستهلكين.

ويُشار إلى أن العمل يجري حالياً على إنشاء مصنع للحديد والصلب في ينبع ليبدأ العمل بعد شهر تقريباً، ومن المتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 600 ألف طن سنوياً.

ليست هناك تعليقات: