الجمعة، 16 مايو 2008

وايتات المياه الملوثة تنشر المرض في شوارع جدة


يستغلون شح المياه ويخدعون المستهلك في غياب الرقابة

وايتات المياه الملوثة تنشر المرض في شوارع جدة

تحقيق - أسامة فتحي / تصوير - مازن الضمدي/البلاد
في ظل أزمة المياه في جدة.. انتشر الباعة المتجولون لمياه الشرب التي لا يعرف أحد من أين يأتي بها سائقو الوايتات.. فلا رقابة عليهم في ظل اضطرار البعض إلى جلب المياه بأي ثمن توفيراً للوقت ولعدم اللجوء للوقوف في طوابير طويلة من أجل الحصول على الماء.



من أجل الأرباح

يقول محمد باتيس أصبح من اللافت للنظر أن وايتات مياه الشرب تنتشر في شوارع جدة تبيع المياه لمن يشاء دون ضوابط صحية ودون ضمان سلامة مياه الشرب وعدم تلوثها.. فهؤلاء الباعة يسعون إلى جني أرباح من هذه المهنة في ظل حاجة الناس للمياه في هذه الأيام. فمن المسؤول عن منع هذه الظاهرة أو السيطرة عليها.

أساليب غير صحية

من جانبه يرى إسماعيل العمري أن طريقة تعبئة وتفريغ المياه من وإلى وايتات المياه التي تجوب شوارع جدة خاصة في حي غليل هي بالتأكيد طريقة غير صحية حيث الوايتات الصدئة والمتآكلة وآليات التفريغ غير النظيفة.

وقد لمست ذلك بنفسي حين اضطررت إلى شراء المياه من أحد أصحاب هذه الوايتات في وقت متأخر من الليل في حي غليل.. وعندما سألت السائق عن سبب عدم العناية بخزان المياه الذي يبيع منه للناس قال أنا أعمل لحسابي الخاص منذ فترة وقد لاحظت أن السائق يعبيء لي المياه بيدين متسختين ولم يرتد قفازات, وقد ذكر أنه يبيعها في أوقات المساء حيث تقل الرقابة من قبل رجال البلدية.

فشل كلوي

ويقول عبد الله عمر ومن أهالي مكة ويسكن جدة منذ 30 عاماً قبل أربعين عاماً لم نكن نشاهد مظهر بيع مياه الشرب في شوارع وأحياء مدننا بطريقة غير نظامية رغم أن الرقابة لم تكن متطورة كما هي الحال اليوم فلم نكن بحاجة إلى وايتات مياه حيث كانت المياه تضخ إلى منازلنا بكميات كبيرة.

ونتيجة لهذه المياه الملوثة أصبت منذ ستة أعوام في كليتي واضطررت إلى استئصال إحداها ولعدم قدرتي على القراءة فلم أكن قادرا على التفرقة بين هذه الوايتات وبين الوايتات التابعة لشركات المياه المعتمدة وأدعو البلدية إلى ملاحظة ما يجري ومنعه حفاظاً على صحة الناس. خاصة وقد انتشرت أمراض الكلى في المملكة نتيجة لشرب المياه الملوثة.

لا نعرف مصدرها

محمد أبو ضياء قال تضطرني الحاجة أحياناً إلى شراء المياه من الوايتات التي تجوب الشوارع والتي لا نعرف مصدرها خاصة في فترات المساء حيث يصعب الحصول على مياه من مصدر مضمون.

والملاحظ أن هذه الوايتات تنتشر بكثرة في الأحياء الشعبية كحي العزيزية في جدة والذي أسكن به لرخص أسعارها. وينسون أنها يمكن أن تشكل خطراً بالغاً على صحتهم.

يستغلون حاجة الناس

أما عقاب عتيق المالكي والذي يسكن بحي البوادي في جدة فيقول إن بيع المياه بشكل عشوائي ومن قبل أشخاص غير مرخص لهم بذلك يمكن أن يتسبب في كثير من المشكلات الصحية للناس.

ولعل أبسط الأسباب في ذلك أنه لا يعلم من أين يأتون بهذه المياه ثم إن خزاناتهم قديمة ولا تجرى لها الصيانة اللازمة عادة مما يجعلها مصدراً خطيراً للتلوث.

ويستغل أصحاب هذه الوايتات حاجة الناس إلى مياه الشرب ومن ثم هم يعلمون أن هؤلاء لن يدققوا كثيراً في مصدر المياه التي تباع إليهم.

حيلة المضطر

من جانبه يقول حسين على الحارثي أشتري المياه من الوايتات التي تجوب الشوارع بحي النزلة حيث أسكن. وعادة ما يخبروني أنها مياه آبار ورغم أنني اعلم أن هذه المياه يمكن أن تكون ملوثة فإننا نضطر إلى شرائها أحياناً لأنها اقرب إلى منازلنا حيث لا يتاح أحياناً للبعض الفرصة والوقت للذهاب إلى محلات المياه المعتمدة للشراء منها لكثرة المشاغل هذه الأيام.

التعاون مطلوب

أخيراً يقول إبراهيم بكر فلاته إن المياه التي تباع بصورة غير نظامية من خلال الوايتات التي تجوب الشوارع بجدة فيها شبهة خطر التلوث ولا يمانع هؤلاء الباعة الجائلين من خداع الناس وإيهامهم أنها مياه صالحة للشرب من أجل جني أرباح جيدة على حساب صحة المستهلك. ويعمل هؤلاء ربما دون علم كفلائهم مما يجعلهم بعيدين عن الرقابة.

ولذلك ينصح المستهلكين بعدم التردد في التعاون مع الجهات المختصة بالإبلاغ عن أي باعة جائلين لمياه الشرب في الشوارع لأن تلك الجهات لا تستطيع وحدها أن تستأصل هذه الظاهرة كلياً دون تعاون المواطنين.

ليست هناك تعليقات: