الجمعة، 18 أبريل 2008

مخاوف من نشوء سوق سوداء ترفع سعر الصهريج إلى 300 ريال


عودة الزحام إلى صالات الأشياب بجدة بسبب زيادة الاستهلاك وانقطاع مياه الشبكة


تكدس في صالات توزيع تذاكر الحصول على صهاريج المياه بجدة
الوطن/جدة: حسن السلمي
عاد الزحام مرة أخرى إلى صالات الأشياب في جدة خلال الأيام الماضية نظرا لزيادة الاستهلاك التي شهدتها مدينة جدة خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، وارتفاع نسبة إشغال الشقق السكنية والأماكن الترفيهية إلى 100%، وارتفاع درجة الحرارة في ظل استمرار انقطاع مياه الشبكة الرئيسية، وتأخرها لأيام تجاوزت الشهر في كثير من الأحياء.

ورغم أن زيادة حدة الزحام تغري البعض بالكسب المادي السريع من خلال بيع صهاريج المياه خارج الصالات بأسعار مرتفعة، إلا أن الإجراءات التي نفذها مسؤولو المياه بالصالات حدت من هذه الظاهرة بعد قيامهم بتسجيل بيانات طالب صهريج الماء في برنامج حاسوبي يوضح وقت حصوله على الصهريج لمنع عودته في اليوم التالي لطلب صهريج آخر.

وحذر بعض المواطنين من نشوء سوق سوداء قد ترفع صهريج المياه إلى 300 ريال خلال الأيام المقبلة رغم الإجراءات المشددة التي اعتمدتها المديرية العامة للمياه.

من جهتها، رصدت جولة "الوطن" في صالات أشياب المياه بالفيصلية والقويزة والكيلو 14 زحاما كثيفا خلال الأيام الماضية، أرجع مسؤولو المياه بالصالات سببه إلى وقت الذروة الذي تعيشه مدينة جدة هذه الأيام، وخصوصا خلال إجازة منتصف الفصل الثاني، حيث شهدت مدينة جدة ارتفاع نسبة الإشغال في جميع الوحدات السكنية وأماكن الترفيه والمتنزهات مما زاد الطلب على صهاريج المياه بصفة يومية.

وأوضح مسؤولو توزيع إيصالات الصهاريج بصالات الأشياب أن مديرية المياه أعدت نظاما حاسوبيا يتم من خلاله إدخال بيانات طالب الصهريج وفق هويته الرسمية لمنع حصوله على أكثر من صهريج في أوقات متقاربة، وذلك للحد من عمليات بيع صهاريج المياه بأسعار عالية في السوق السوداء خارج الصالات.

من جانبهم، أكد عثمان أسعد، وياسر علي، ومحمد إبراهيم (مواطنون في قوائم الانتظار بأشياب الفيصلية) أنهم ظلوا لفترة طويلة في الصالة انتظارا للحصول على تذكرة صهريج ماء مما اضطرهم حسب قولهم إلى تناول وجبة الغداء في هذا المكان.

وقالوا إن بطاقات "سقيا" التي دفعوا رسوماً للحصول عليها لم تف بشروطها بعد ارتفاع حدة الزحام هذه الأيام.

وأوضح فهد الحربي، وأنور الزهراني، وصالح السلمي (مواطنون في صالة الانتظار بحي قويزة) أن قوائم الانتظار تصل إلى الرقم ألف وفق التذاكر التي يحملونها، مرجعين سبب ذلك إلى قلة الصهاريج العاملة في هذه الفترة التي تشهد إقبالا كثيفا على صهاريج المياه نظرا لتأخر مياه الشبكة عن أحيائهم لأكثر من شهر تقريبا.

وذكر المواطنون أيمن البشري، وسعد الرايقي، وسلطان شلاح في قوائم الانتظار بصالة أشياب الكيو 14 أنهم منذ 6 ساعات تقريبا وهم في قوائم الانتظار التي يرون أنها ربما تتزايد في الأيام المقبلة.

وقالوا إننا اعتدنا على مثل هذه الظواهر وخصوصا في فترة الإجازات، مؤكدين أن فترة الصيف المقبلة ستشهد استمرار هذه الظاهرة بصورة أكبر من القائمة حاليا.

يذكر أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة خصصت بارجة بحرية متحركة تمد مدينة جدة بالمياه المحلاة وتبلغ طاقتها الإنتاجية 50 ألف متر مكعب يومياً.

وتعتبر البارجة الأكبر من نوعها في العالم. وتم شراؤها عن طريق شركة "ركاز" المحدودة، وأعادت تجهيزها مجموعة شركات "دينا البلاد" للخدمات البحرية، ليتم تركيب وحدات التحلية والطاقة الكهربائية والأجهزة المساندة كخزانات الوقود والأنابيب وأجهزة التحكم.

كما تم تجهيز محطة الشعيبة ضمن المرحلة الثالثة لتحلية مياه البحر بطاقة إجمالية تبلغ 150 ألف متر مكعب يوميا، لتصبح طاقتها الإجمالية أكثر من مليون متر مكعب يوميا.

ليست هناك تعليقات: