الأحد، 24 فبراير 2008

مشروع ضخم لتحويل جدة التاريخية إلى مزار سياحي عالمي بعد 14 شهرا

تقوم جهات عليا مشكلة من أمانة جدة والهيئة العامة للسياحة بإجراء دراسات تخطيطية لمشروع ضخم يهدف إلى استثمار المنطقة التاريخية بجدة سياحيا وجعلها مزارا عالميا حيث يوجد بها عدد من المباني القديمة وبعض الأماكن الأثرية مثل بيت آل نصيف ومسجد الإمام الشافعي¡ ومسجد الإمام الحنفي¡ وصهاريج جدة. كما تضم أحياء جدة القديمة (حارة الشام وحارة المظلوم وحارة البحر ومنطقة باب مكة).

تكبير +
وتعتمد الدراسة على دراسة المواقع السياحية التاريخية باعتبار أن لجدة ميزة تختلف عن غيرها من المدن السعودية¡ بالإضافة إلى تقييم عناصر الجذب بمنطقتها التاريخية تحديدا وتقييم العناصر الخادمة.

وتشتمل الدراسات التي بدأت مسوحاتها منذ شهرين وتستمر لمدة 16شهرا على مسارات سياحية كمنتج سياحي بعدد ستة مسارات¡ تأخذ بعين الاعتبار احترام الإرث التاريخي وتأهيل المباني ذات المدلولات التراثية في المنطقة مع مراعاة هوية كل موقع.

وسيكون لبيت نصيف¡ الذي عرف بأنه المكان الذي استخدمه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله - مقرا له لاستقبال أهالي جدة طبيعته المميزة¡ فيما ستكون هوية بيت باناجة كما كانت عندما نزل به الملك المؤسس¡ إضافة إلى شارع البنط الذي كان يعبر منه حجاج بيت الله الحرام في السابق في طريقهم للمشاعر المقدسة.

كما ستكون هناك بدائل للمسارات السياحية في المنطقة التاريخية حيث ستكون هناك فنادق ومطاعم. وسوف تتاح للزوار والسياح فرصة الاختيار للذهاب إلى المطاعم والتنزه عبر السفن والتنقل إلى الكورنيش¡ ومنها إلى مواقع المدينة التاريخية.

وذكر مدير عام السياحة والثقافة بأمانة جدة المهندس سامي نوار أن تصورات الدراسة العامة تشمل خصوصية كل متحف من المتاحف مثل أبرق الرغامة ومتحف الحج ومتحف الأمانة ومتحف بيت نصيف الممتد لشارع الملك عبد العزيز والمتحف المفتوح الذي يقع على شارع الأمير فيصل بن فهد خلف فندق جدة هيلتون¡ إضافة إلى تطوير ودعم عدد من المتاحف الخاصة مثل متحف دار صفية بن زقر ومتحف عبدالرؤوف خليل.

وأضاف نوار أن الدراسات الأولية سوف تضع المنطقة التاريخية بجدة معلما سياحيا بارزا سيكون حديث العالم¡ ملمحا إلى أنه سيتم البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المشروع السياحي العملاق فور الانتهاء من الدراسات الأولية ومتى ما تم الانتهاء من أحد المسارات المقترحة لتطوير المنطقة سيتم البدء في تنفيذه مباشرة.

وقال إنه تم رصد مليارات الريالات لجعل المنطقة التاريخية مزارا سياحيا عالميا¡ يفد إليه الزوار والمصطافون والسياح على مدار العام¡ ولكن كل ذلك لن يتم معرفة تكلفته الإجمالية إلا بعد الانتهاء من هذه الدراسات.

وعن معلم أبرق الرغامة الذي يعتبر تاريخيا أحد مراكز مرور الحجيج لأداء الفريضة منذ الدولة العثمانية أوضح نوار أن الرغامة عرفت أنها التلة التي يصعب على الإنسان الارتقاء لها¡ ولهذا فهي المكان الذي خيم به الملك المؤسس رحمه الله ليلة فتح جدة عندما استقبل أهالي جدة ليلة تسليمه مفتاح جدة من قبل الحاج عبدا لله علي رضا.

وأكد نوار أنه سيتم توسيع الموقع لكي يمكن استخدامه مزارا للفعاليات حيث يوجد به عدد من القاعات ومسرح يتسع لنحو 1500 شخص¡ وحدائق غناء ومسطحات خضراء يرفرف عليها العلم الوطني.

وتاريخيا تعود نشأة مدينة جدة إلى ما يقارب 3000 سنة على أيدي مجموعة من الصيادين كانت تستقر فيها بعد الانتهاء من رحلات الصيد ثم جاءت قبيلة قضاعة إلى جدة قبل أكثر من 2500 سنة فأقامت فيها وعرفت بها حيث يقال إنها سميت بأحد أبناء هذه القبيلة وهو (جدة) بن جرم بن ريان بن حلوان بن عمران بن إسحاق بن قضاعة.

ويعود نسبهم إلى الجد التاسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعند ظهور الإسلام في الجزيرة العربية ارتبط تاريخ مدينة جدة بشكل كبير مع تطور التاريخ الإسلامي لكونها بوابة الحرمين الشريفين من اتجاه البحر.

وقد اكتسبت مكانتها عندما قام الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه سنة 25 هـ باختيارها لتصبح ميناء رئيسيا لمكة المكرمة. وازدادت أهمية جدة مع مرور الزمن حتى أصبحت واحدة من أكبر المدن وأهمها. كما أنها اليوم الأكثر تميزا في السعودية من ناحية النشاط الاقتصادي والصناعي والسياحي حيث نمت جدة بشكل سريع¡ وأقيمت فيها خلال العقدين الماضيين الكثير من المشاريع الاقتصادية.

كما أقيمت فيها قاعدة عريضة من المنشآت الأمر الذي أكسبها أهمية كبيرة بالنسبة لحركة التجارة الدولية للمملكة مع الأسواق العالمية.

وتعتبر جدة مركزا تجاريا رئيسيا يتسم بالحركة الدائمة حيث تطورت تطورا كبيرا في جميع المجالات التجارية والخدمية وبها نهضة صناعية كبرى فأصبحت مركزا هاما للمال والأعمال.

وتقع مدينة جدة على الساحل الغربي من المملكة عند التقاء خط العرض 29.21 شمالا وخط الطول 39.7 شرقا عند منتصف الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر جنوب مدار السرطان ويحيطها من الشرق سهول تهامة وتمثل منخفضا لمرتفعات الحجاز ومن الغرب يوجد على مسافة الشاطئ سلاسل متوازية من الشعب المرجانية.

ويتجاوز عدد سكان مدينة جدة حاليا أكثر من 3 ملايين نسمة .

20/02/2008 المصدر/الوطن

ليست هناك تعليقات: